الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج انتكاسة الوسواس وقلة الثقة بالنفس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسعدني أنني تعرفت على شخصيتكم الفذة.

أنا غير متزوج، ومشكلتي الكبرى هي عدم الثقة بالنفس، ومنذ طفولتي كنت أعاني من الوسواس في الطهارة والنجاسات، ولما كبرت شعرت بأن ثقتي بنفسي أصبحت أضعف ممَّا كنت أعاني منه في الصغر.

ذهبت إلى عدة أطباء في بلدي، وكل طبيب أبدى رأيه، وذهبتُ إلى أطباء في مصر ولم أستفد، الآن أستعمل (بوسبار) حبة ثلاث مرات يومياً، و(لامكتال) 100 ملغ مرتين يوميًا، و(بروزاك) 40 ملغ مرتين يوميًا، منذ سنة كاملة وأنا على هذه الأدوية، وتحسنت كثيرًا، ولكن الآن حدثت لي انتكاسة غريبة.

بالإضافة إلى أني قمت بجلسات الكهرباء في مستشفى في بلدي، فما هو الحل والعلاج برأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أنك تعاني من وساوس في الطهارة والخوف من النجاسة، وعدم الثقة منذ كنت طفلاً، وقد تنقلت بين عدد من الأطباء ولم تحقق الفائدة العلاجية التي ترجوها، ولكن في الآونة الأخيرة -وبفضل الله تعالى- تحسنت حالتك جدًّا بعد المواظبة على الأدوية التي ذكرتها وهي: (بروزاك، Prozac)، و(لامكتال، Lamictal)، و(بوسبار، Buspar)، ولكن يبدو أنك تعرضت لانتكاسة مرضية تناولت على إثرها العلاج الكهربائي.

أخي الكريم: أعتقد أن تشخيصك ليس الوساوس فقط، فقد تكون أيضًا تعاني من اكتئاب نفسي أو اضطراب وجداني ثنائي القطب، فاللامكتال يعتبر من الأدوية المثبّتة للمزاج، والتي تُعطى في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وجلسات الكهرباء التي تلقيتها غالبًا كانت لعلاج نوبة اكتئابية حادة قد دخلت فيها، ويُعرف أن العلاج الكهربائي علاج فعال وممتاز وسليم جدًا مع الأجهزة الحديثة.

واصل علاجك واتبع نصائح الأطباء، وأنا واثق أن مستشفى بلدك يضم أطباء نفسيين على درجة عالية من الخبرة، و-إن شاء الله تعالى- سوف تتحسن حالتك بعد هذه الجلسات، وأؤكد عليك وأوصيك بالمواظبة على العلاج الدوائي بعد انتهاء فترة العلاج المكثف التي تخضع لها الآن، فالاستمرار على الدواء كجرعة وقائية أمر هام وضروري، ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس هو التوقف عن الدواء، أو تخفيضه دون استشارة الطبيب بعد تحسن الحالة، والحمد لله أنك رجل تعمل في مجال الأدوية، ولديك معرفة وعلم واطلاع بهذه الضوابط العلاجية، وأرجو منك أن تحرص على علاجك، فأدوية الطب النفسي الحديثة، قد أدت إلى تقدم كبير في مجال الصحة النفسية، ونرى نتائج رائعة بعد توفر هذه الأدوية.

الجانب الآخر في العلاج وهو ضروري جدًا، هو أن تركز في عملك وتتواصل اجتماعيًا، وأن تكون إيجابي التفكير، وأن تمارس الرياضة، ولماذا لا تفكر في أمر الزواج؟ فهو -بإذن الله- فيه خير كثير.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً